الثلاثاء، 22 ديسمبر 2015

عَرفّتْ 1

(1)

فتح عينيه...


و توقف صوت الجرس...
كيف يمكن للإنسان أن يدرك أشياء حدثت أثناء نومه؟ كيف يدرك توقفها عن الحدوث بمجرد صحوه؟
لا يدري...
فقط يدرك أنه كان هناك صوت جرس توقف حين فتح عينه...
هل هذا من هلاوس النوم؟ هل هي بقايا حلم؟! لا يدري.... لكنه الان فتح عينيه...
لم يدر لماذا شعر بفزع شديد حينها...
فزع غير معتاد، فزع غير طبيعي كالذي تشعر به كلما أدركت أنك لازلت حياً يجب أن تتعامل مع أحياء يخفون أكثر مما يُظهِرون و يُلمّحون أكثر ما يُصَرّحون و يتوقعون أكثر ما يقدمون!
فزع جعله يتسائل ما الذي يدفع الإنسان إلي أن يستيقظ كل صباح؟ ما الذي يدفعه للنهوض ليفعل شئ ما؟ لماذا تأتي الأسئلة الوجودية كلها في الصباح لترهق ذهنك المتعب لتثقله بأحمال جديدة فوق ما يجب أن يتحمله و تغريه بالهروب و النوم مجدداً!!
أحرقته عيناه فأكتشف أنه شاخص النظر لسقف الغرفة، تلك الغرفة التي يتوسط سقفها مصباح أصفر تصدر منه زنة و طنين من ذلك النوع المحبب لدي الذباب و يحيط به عدة شقوق كعادة كل الأسقف و يتأهب للسقوط ككل المصابيح...
أحرقته عيناه بشدة و أدرك أنه لم يغمض عينه و لم يرمش له جفن منذ أن أستيقظ، و لم يجد سبباً قوياً يدفعه لهذا، رفع يده ليدعك عينيه ولكن يده لم تصل إلي عينه، شئ ما أستوقفها في منتصف الطريق...
نظر لها فوجدها مقيدة بسلسلة حديدية إلي حاجز السرير الحديدي الذي يرقد عليه، و يمتد معها خرطوم رفيع مثبت في يده بإبرة طبية و طرفه الأخر مثبت في كيس بلاستيكي طبي يحوي سائل ما...
الوضع بدأ يتضح...
إنه في مشفي ما...
لكن أن مشفي هذا الذي يضعون فيه المرضي مقيدين بالسلاسل!!
و هنا بدر إلي ذهنه عدة أسئلة سريعة كطلقات رشاش ألي...
ما مرضه؟
من أحضره إلي هنا؟
من قيده إلي هذا الفراش؟
دماء من هذه التي علي الفراش و علي ملابسه و علي حافة باب الغرفة الموصد؟
و لماذا لا يريد أن يغمض عيناه؟

و الأهم....من هو؟!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق